منتدى علم الاجتماع فرع أ كادير إبن زهر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بكم في منتدى طلبة علم الاجتماع بجامعة إبن زهر مدينة أكدير هدفنا الوحيد هو نشر المعرفة في صفوف الطلبة و فتح لهم فضاء عام للنقاش و الحوار فيما بينهم للمزيد من المعلومات يرجي الاتصال ب البريد الإلكتروني التالـــــي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولadmin

 

 الباحث الاجتماعي عبد الرحيم عنبي لـ "الصحراء المغربية" "عوامل مركبة وراء تفشي العنوسة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
said-lotfi




المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
العمر : 36

الباحث الاجتماعي عبد الرحيم عنبي لـ "الصحراء المغربية" "عوامل مركبة وراء تفشي العنوسة Empty
مُساهمةموضوع: الباحث الاجتماعي عبد الرحيم عنبي لـ "الصحراء المغربية" "عوامل مركبة وراء تفشي العنوسة   الباحث الاجتماعي عبد الرحيم عنبي لـ "الصحراء المغربية" "عوامل مركبة وراء تفشي العنوسة Emptyالسبت مارس 26, 2011 8:10 am

ظاهرة العنوسة أو
التأخر عن الزواج، وليدة ظروف اجتماعية واقتصادية محضة، والفتاة ''العانس'' إن
كانت عبئا على بعض الأسر، فهي مورد مادي اقتصادي لدى أسر أخرى، والأصل في مصطلح ''العانس''
هو لقب يطلق على الجنسين، إلا أنه في مجتمعنا المغربي أصبح لصيقا بالفتاة فقط دون
الرجل



عن أسباب ظاهرة ''العنوسة''
وتبعاتها في المجتمع المغربي، كان لـ''الصحراء المغربية'' لقاء بعبد الرحيم عنبي،
أستاذ باحث في علم الاجتماع، وأجرت معه الحوار التالي:



٭ ماهي
أسباب ظاهرة العنوسة في المجتمع المغربي؟



ـ إن الحديث عن
ظاهرة تأخر السن عند الزواج الأول بالنسبة إلى الفتاة ''العانس'' بالمغرب، يقتضي
منا منهجيا تأطيريا للموضوع في سياق التحولات التي يشهدها المجتمع المغربي، بحيث
أصبح يتسم بتحولات عميقة، وذلك نتيجة الاختراق الثقافي والقيمي الذي يتعرض له،
بالطبع هذا ناتج عن التطور الذي تشهده شبكة المعلوميات والفضائيات، أو ما يمكن
الاصطلاح عليه بعولمة الثقافة.



لهذا فإنني أميز
اليوم بين خمس سمات أساسية للمجتمع المغربي، وجود ديناميات داخلية للتحول بشكل
قوي، المغرب يتجه هو الآخر نحو التمدن وظهور أنماط جديدة للعيش تخص مختلف
الممارسات والسلوكات الاجتماعية وتغير ملحوظ في البنية الأسرية وبروز مساهمة
المرأة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي



إذن، ما يمكن قوله
هو أن مرجعية القيم آخذة في التغير، وممارسة الزواج كانت تخضع لمجموعة من الأعراف
والعادات الاجتماعية، التي تحكم الإقدام على الزواج، بحيث كان الزواج مشروع عائلة،
مما كان يجعل هذه الممارسة محكومة بسلطة كبار السن من الذكور



إن تفسير ظاهرة
تأخر سن الزواج ''ظاهرة العنوسة'' لدى الفتاة المغربية غالبا ما يمكن تفسيره
بعوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية، أعني بذلك مثلا مدة التمدرس ومدة انتظار عمل
قار وصعوبة الحصول على مسكن مستقل ولائق وكلفة المهر، وما تتطلبه حفلات الزواج
اليوم من مصاريف، بحيث أصبح الممون والنكافة وحضور العدد الكبير من السيارات التي
ينبغي أن تسير في موكب العروسين، وهذه أمور تتطلب مصاريف كبيرة، لم تكن حاضرة في
فترة من الفترات، أضف إلى ذلك، أن النمو الديموغرافي الذي شهده المجتمع المغربي
والاحتكاك الكبير الذي أصبح يعرفه المجتمع، جعل الشباب يتمتع بنوع من الحرية وخاصة
في ممارسة الجنس خارج مؤسسة الزواج، وهو أمر كان نادر الحدوث في المجتمع المغربي.



إذن هناك تحول في
مجموعة من القيم، فاختفاء تلك العائلة الممتدة والتي كانت تشكل بنكا حقيقيا في
تمويل الاحتفالات، واختفاء الرقابة الاجتماعية على الممارسة الجنسية خارج مؤسسة
الزواج تعدان كذلك من بين الأسباب التي ساهمت في تأخر سن الزواج



إن بروز العلاقات
الحميمية والعاطفية في ممارسة الفعل الزواجي، أصبحت تفرض على الزوج توفير سكن
مستقل، في حين كانت العائلة هي التي توفر للعريس وزوجته غرفة مستقلة، إذن فصعوبة
توفير السكن تؤدي إلى تأخر السن عند الزواج الأول



ولمقاربة الظاهرة
أفضل وضع مقارنة بين مغرب 1960 ومغرب 2006 ، إذ نجد أن نسبة العزوبة في صفوف
الذكور انتقلت من20 إلى 46 في المائة في سنة 2004 بمعنى أن هناك عزوفا عن الزواج
عند الذكور، أما نسبة العزوبة عند الفتاة فقد انتقلت من 17 إلى 34 في المائة.



٭ ماذا
عن العنوسة الاختيارية؟



ـ نعم هناك عنوسة
اختيارية، لكن هذا الاختيار لم يكن بمحض الإرادة، وإنما أملته ظروف معينة ذكرتها
سالفا، إضافة إلى تخوف الجنسين خوض غمار التجربة، فالفتاة يلاحقها شبح الطلاق،
وهناك من اختارت هذه العنوسة بدون مبرر.



٭ مدونة
الأسرة الجديدة تسببت في الحد من الزواج، ما هي قراءتكم الميدانية لهذا المعطى؟



ـ في ظل سنتين من
تطبيق مدونة الأسرة الجديدة، التي أفرزت رقما مخيفا في الزواج من القاصرات، إذ
عرفت منطقة الحوز تفشي ظاهرة زواج القاصرات بشكل ملحوظ بعد دخول مدونة الأسرة حيز
التطبيق، وهذا لا يمكن نسبه إلى المدونة فحسب، بل هناك أيضا حتى العقلية الذكورية
التي مازالت راسخة في عقلية الرجل المغربي، المتمثلة في الرغبة من الفتيات القاصرات
مما يساهم في الرفع من معدل العنوسة لدى الفتيات في المجتمع المغربي.



٭ ماذا
عن الحالة النفسية الاجتماعية للفتاة العانس؟



ـ إن الفتاة
العانس تعيش مجموعة من الصعوبات النفسية والاجتماعية، فمثلا تأخرها في السن يجعلها
تشعر بحرمانها من ممارسة الأمومة، أيضا يجعلها محطة للشبهات وللتحرشات، ذلك، أن في
مجتمعنا المغربي ما زالت الثقافة الذكورية مسيطرة عليه، رغم التحولات التي يعرفها.



لكن أفراد المجتمع
يتعاملون مع هذه التحولات وفق استراتيجيات، فما يخدم مواقفهم فهو معمول به وما
يتعارض وهذه المواقف فهو مرفوض، لهذا، فإن المجتمع المغربي مازال يعتبر الزواج
يحفظ المرأة، وهذه الوضعية تجعل العانس تعيش ظروفا نفسية واجتماعية صعبة، لكن
علينا أن نميز بين فئتين، الأولى تعيش تداعيات العنوسة لوحدها، وهذه الفئة هي
العاملة التي لها دخل اقتصادي قار، بحيث صارت هي المعيل للأسرة، وكما قلت فحتى ولو
كانت هذه الأسرة تبدي أسفها أحيانا، فإنها ضمنيا تزكي هذه الوضعية، لأنها ترى في
زواج البنت انهيارا اقتصاديا وكم من فتاة اليوم تؤخرالزواج لكونها تعيل إخوانها أو
والديها.



أما الفئة
الثانية، فإنها تشرك الأسرة في أن تعيش معها هموم هذا الوضع وهي الفئة التي لا
تعمل، بحيث يشكل جلوسها في البيت مصيبة للأسرة، أولا لأنها تخاف من أن تجلب لها
العار، ثانيا لأنه يشار إليها بدار ''البايرات'' وغالبا ما تسب بهن الأم أو الأخ
وأحيانا الأب، خصوصا إذا كانت هذه الفتيات يعشن نوعا من التحرر، فإن هذا يجعلهن
عرضة للقيل والقال



وهناك فئة ترى في
العزوبة اختيارا للحياة، العزوبة في اعتقادها قيمة اجتماعية تطيل فترة الشباب،
ولكن هذا الاتجاه نجده عند الشباب الذكور أكثر منه عند الإناث، مما يساهم في تأخير
وتيرة الزواج وتكون مجموعة من الفتيات قد تجاوزن سنا معينة، مما يجعلهن غير مرغوب
فيهن كزوجات



٭ هل سن
العنوسة هو نفسه في المجال الحضري والمجال القروي؟



ـ الحديث عن هذه
الظاهرة بالوسط القروي والوسط الحضري، يبرز أن هناك اختلافا كبيرا رغم بعض السمات
الأساسية، التي ربما يمكن إجمالها في العامل الاقتصادي، لكن هناك مسألة أساسية
ينبغي الإشارة إليها وهي أن العالم القروي اليوم عرف تكسير العديد من الحدود
الثقافية التي كانت موضوعة في ما مضى، ولكن تكسير هذه الحدود كان في صالح الرجل
أكثر منه في صالح المرأة.



سن العنوسة في
المجال الحضري تحكمها ميكانيزمات معينة نذكر منها تعليم الفتاة، ومساهمة المرأة
الاقتصادية والاجتماعية أي خروجها لميدان العمل، هذا بالإضافة إلى مساهمة الرجل
المغربي في ارتفاع معدل العنوسة باختياره الزواج من الفتاة الصغيرة في السن.



أما العنوسة في
المجال القروي فقد فرضتها ظروف تختلف عن المجال الحضري، فمعظم الشباب القروي أصبح
يختار شريكة حياته من مجالات حضرية، وخاصة منهم الذين حصلوا على وظائف في المدن أو
الذين هاجروا إلى الخارج.



كما أن وجودهم
بالمدن أصبح يتيح لهم إمكانية التعرف على العديد من الفتيات القادمات من مناطق
أخرى، في الوقت الذي تظل فيه الفتاة القروية، مرتبطة بالمجال القروي، إما لكونها
لم تتمدرس أو أن تعليمها لا يسمح لها بمغادرة القرية، وبالتالي فسن الزواج في
المجال الحضري مرتفع عن نظيره في المجال القروي، ففتاة العشرين مازالت صغيرة في
المدينة مقارنة مع مثيلتها في البادية إذ تعتبر عانسا بين أهلها وجيرانها.



٭ نحن
في الألفية الثالثة هل مصطلح العنوسة لازال حاضرا بثقله الثقافي والاجتماعي أم
شمله التطور؟



ـ نعم ما زال
مصطلح العنوسة حاضرا بثقله على جميع المستويات، على اعتبار أن المرأة في نهاية
المطاف، لابد لها من زوج يصونها وبيت تكون ملكته، وأن هذا الزواج هو الذي ينقذها
من الدونية التي يضعها فيها المجتمع.



وبالعودة إلى
الأدبية السوسيولوجية، فالزواج هو الذي يمنحها الوضع الاجتماعي.



٭
تداعيات العنوسة هل تتوقف على الفتاة وحدها أم تشمل باقي أفراد الأسرة؟



ـ مصطلح العانس لا
تعاني تبعاته الفتاة وحدها، وإنما يشمل حتى العائلة، مثلا في البادية تنعت أم
الفتاة على أنها أم العانس وكذا والدها، وفي بعض الأحيان تكون المعضلة أكبر إن كان
في البيت أكثر من فتاة فتصبح الأسرة سبة في أفواه أفراد القبيلة، خصوصا في المجال
القروي.



وهناك أسر تستفيد
من فتياتها العوانس بمعنى تجد في تأخرها عن الزواج أو رفضها له ضالتها كون أن هذه
الفتاة تصبح آلة مادية توفر للأسرة الجانب المادي طالما هي عانس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الباحث الاجتماعي عبد الرحيم عنبي لـ "الصحراء المغربية" "عوامل مركبة وراء تفشي العنوسة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عبد الرحيم عنبي
»  قراءة في كتاب: الاستبعاد الاجتماعي
»  قراءة في كتاب: الاستبعاد الاجتماعي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى علم الاجتماع فرع أ كادير إبن زهر  :: المواضيع :: إبدعات الطالبة-
انتقل الى: