الأسرة والبحث السوسيولوجي٢٦ آب (أغسطس) ٢٠٠٦بقلم
عبد الرحيم عنبينظرا لطول المادة نشرت في ملف بي دي إف أدناه
لقد تعددت الدراسات والأبحاث حول الأسرة ، منطلقة في معظمها من وصف حياتها وتحديد مفاهيمها ووظائفها داخل المجتمع وأجمعت مختلف هذه الدراسات ، على كون الأسرة تنظيما اجتماعيا ، لها سلطة على أفرادها ، إذ تتحكم في سلوكهم اليومي وفي روابطهم الاجتماعية. كما توجه كل اختياراتهم، بل تحكم وتحدد مصيرهم الاقتصادي . إلى جانب ذلك، اهتمت دراسات أخرى بالأسرة كخلية اجتماعية ، تقوم بالإنجاب وتزويد المجتمع بالأفراد .
لقد ســـاعد ظهور علم الاجتماع الأسري ، على جعل الأسرة موضوعا خاصا ، موضحا كل وظائفها وأدوارها . كما ساهمت النظريات الاجتماعية التي تناولت الموضوع في تحليل وإغناء موضوع الأسرة . سوف لن أهتم في هذه المقالة بالأسرة كخلية أساسية في المجتمع فحسب ، بل كمجال للتفاعل الاجتماعي فيما بين أعضائها من جهة ، و بين أعضائها و بين معظم تيارات التغير التي يعرفها المجتمع من جهة ثانية .
ساعد ظهور علم الاجتماع الأسري أيضا ، على تحول اهتمام الباحثين من القضايا التاريخية للأسرة ، إلى تناول مجالات قوتها ، وأسباب وعوامل تفككها ، وعلاقاتها بنظام القرابة . فبروز علم الاجتماع الأسري ، الذي لا أعتبره تفككا لعلم الاجتماع العام ، وإنـما هو تـطور فرضه تشعب الحياة الاجتماعية . كما فرضه تعدد وتنوع القضايا المعاصرة للأسرة . أدى إلى فهم الأحداث والوقائع الأسرية في إطار هذا التخصص . وقد ساهم هذا التنوع والتباين في مقاربة الأسرة ، وفي تشخيص أوضاعها . كما أعطى دفعة في تنوع نظريات علم الاجتماع الأسري ، إذ لم تعد النظرية أو المقاربة الوظيفية وحدها المسيطرة والمفسرة لقضايا الأسرة ، بل ظهرت إلى جانب ذلك البنيوية ، والتفاعلية الرمزية والمقاربة التنموية
عبد الرحيم عنبي .